rihab Admin
عدد المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 14/08/2011 العمر : 26
| موضوع: بين العفو والانتصار........ الأربعاء 17 أغسطس 2011, 21:47 | |
| من كتاب الجامع للأحكام للقرطبي:
1*قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ} أي أصابهم بغي المشركين. قال ابن عباس: وذلك أن المشركين بغوا على رسول الله صلى الله عيله وسلم وعلى أصحابه وآذوهم وأخرجوهم من مكة فأذن الله لهم بالخروج ومكن لهم في الأرض ونصرهم على من بغى عليهم؛ وذلك قوله في سورة الحج: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. الَّذِينَ أُخْرِجُوا...} [الحج: 39 - 40] الآيات كلها. وقيل: هو عام في بغي كل باغ من كافر وغيره، أي إذا نالهم ظلم. من ظالم لم يستسلموا لظلمه. وهذه إشارة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود. قال ابن العربي: ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح، وذكر العفو عن الجرم في موضع آخر في معرض المدح؛ فاحتمل أن يكون أحدهما رافعا للأخر، واحتمل أن يكون ذلك راجعا إلى حالتين؛ إحداهما أن يكون الباغي معلنا بالفجور؛ وقحا في الجمهور، مؤذيا للصغير والكبير؛ فيكون الانتقام منه أفضل.
2-وفي مثله قال إبراهيم النخعي: كانوا يكوهون أن يذلوا أنفسهم فتجترئ عليهم الفساق. الثانية: أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ويسأل المغفرة؛ فالعفو ها هنا أفضل، وفي مثله نزلت: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة: 237]. وقوله: {فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} [المائدة: 45]. وقوله: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22]. قلت: هذا حسن، وهكذا ذكر الكيا الطبري في أحكامه قال: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} يدل ظاهره على أن الانتصار في هذا الموضع أفضل؛ ألا ترى أنه قرنه إلى ذكر الاستجابة لله سبحانه وتعالى وإقام الصلاة؛ وهو محمول على ما ذكر إبراهيم النخعي أنهم كانوا يكرهون للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم فتجترئ عليهم الفساق؛ فهذا فيمن تعدى وأصر على ذلك. والموضع المأمور فيه بالعفو إذا كان الجاني نادما مقلعا. وقد قال عقيب هذه الآية: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}. ويقتضي ذلك إباحة الانتصار لا الأمر به، وقد عقبه بقوله: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} . وهو محمول على الغفران عن غير المصر، فأما المصر على البغي والظلم فالأفضل الانتصار منه بدلالة الآية التي قبلها. وقيل: أي إذا أصابهم البغي تناصروا عليه حتى يزيلوه عنهم ويدفعوه؛ قال ابن بحر. وهو راجع إلى العموم على ما ذكرنا.
3*وأخرج النسائي وابن ماجة وابن مردويه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : دخلت عليّ زينب وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبلت عليّ تسبني ، فردعها النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تنته ، فقال لي : سبيها ، فسببتها حتى جف ريقها في فمها ، ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم متهلل سروراً . وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن علي بن زيد بن جدعان - رضي الله عنه - قال : لم أسمع في الأنصار مثل حديث حدثتني به أم ولد أبي محمد ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كنت في البيت ، وعندنا زينب بنت جحش ، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقبلت عليه زينب ، فقالت : ما كل واحدة منا عندك إلا على خلابة ، ثم أقبلت عليّ تسبني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولي لها كما تقول لك ، فأقبلت عليها - وكنت أطول وأجود لساناً منها - فقامت .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/color][/size] | |
|
rayan
عدد المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 17/08/2011 العمر : 24
| موضوع: رد: بين العفو والانتصار........ السبت 20 أغسطس 2011, 23:05 | |
| | |
|